في حكايات المونديال، نستعرض تاريخ كأس العالم من منظور مختلف، بحكايات غريبة داخل وخارج الملعب.
مونديال 1994 أقيم في ضيافة الولايات المتحدة الأمريكية.
أسرع هدف
سان مارينو.. فريق لم يحقق أي فوز في تاريخ مبارياته بتصفيات كأس العالم، لكنه يملك رقماً تاريخياً بتسجيل لاعبه ديفيد جوالتييري لأسرع هدف في تاريخ التصفيات في مرمى انجلترا بعد 8 ثوان فقط في تصفيات مونديال 1994. المباراة انتهت بفوز انجلترا 7-1.
طوبة زيمبابوي، وطائرة زامبيا
بعد فوز مصر على زيمبابوي 2-1 في ختام الدور الأول لتصفيات إفريقيا، قرر FIFA إعادة المباراة بسبب تقرير الحكم الجابوني فيدل ديرامبا الذي اتهم الجماهير المصرية بإصابة مدرب زيمبابوي راينهارت فابيش وحارس مرماها بروس جروبيلار "بالطوب". المباراة أعيدت في ليون الفرنسية وانتهت بالتعادل السلبي (مع فرصة مجدي طلبة الشهيرة) لتودع مصر التصفيات.
التصفيات الإفريقية شهدت أيضاً حادثاً مأساوياً بسقوط طائرة منتخب زامبيا فوق شواطئ الجابون وهي في طريقها لملاقاة السنغال. حادث أودى بحياة 18 لاعباً زامبياً ونجا منه نجم الفريق كالوشا بواليا بالصدفة لتأخره في هولندا وقراره بالسفر إلى داكار مباشرة بدلاً من اللحاق بفريقه.
أول مرة
لأول مرة في تاريخ كأس العالم تتم كتابة أسماء اللاعبين على ظهر القمصان، كما شهد مونديال 1994 إرتداء الحكام لأطقم ملابس ملونة لأول مرة بدلاً من اللون الأسود.. كذلك لأول مرة في تاريخ المونديال تقام مباراة على ملعب مغطى وهي مباراة الولايات المتحدة وسويسرا التي أقيمت على ملعب "سيلفر دوم" المغطى في ديترويت. ولأول مرة أيضاً في تاريخ المونديال كان الفوز في مرحلة المجموعات يحتسب بثلاث نقاط بدلا من نقطتين.
حدث آخر تكرر لأول مرة وهو إقامة مباراة عربية – عربية وهي تلك التي جمعت السعودية والمغرب بالمجموعة السادسة وانتهت بفوز السعودية 2-1. كما شهدت البطولة أول حالة طرد لحارس مرمى في تاريخ كأس العالم وكانت من نصيب الإيطالي جيانلوكا باليوكا أمام النرويج.
ولأول مرة أيضاً في تاريخ كأس العالم يتم تحديد البطل بركلات الترجيح بعد أن انتهت المباراة النهائية بين البرازيل وإيطاليا بالتعادل السلبي ليحسم البرازيليون اللقب من علامة الجزاء.
احتفالات
مونديال 1994 تميز بمجموعة من الاحتفالات الخالدة بالأهداف، لعل أبزها كان من نصيب النيجيري رشيدي ياكيني بعد هدفه الأول في مرمى بلغاريا حين احتضن الشباك وأخذ يدعو الله بفرحة كبيرة.. كذلك إحتفال البرازيلي بيبيتو بهدفه في مباراة ربع النهائي أمام هولندا حين أخذ يحرك ذراعيه احتفالاً بمولوده الجديد ماتياس أوليفيرا (الذي يلعب حالياً ضمن منتخب الشباب البرازيلي).
أما أغرب الاحتفالات فكان من نصيب الأسطورة الأرجنتيني دييجو مارادونا حين احتفل بهدفه في مرمى اليونان بالجري نحو الكاميرا بنظرة غريبة، دفعت FIFA لإجراء إختبار منشطات له عقب مباراة نيجيريا التالية، ليثبت تعاطيه لعقار الإيفيدرين المنشط ويتم استبعاده من البطولة.
ميلا وسالينكو
مباراة روسيا والكاميرون في ختام المجموعة الثانية لم تكن سوى مباراة الوداع لفريقين غادرا البطولة معاً، لكنها ستبقى في تاريخ البطولة حيث شهدت رقماً قياسياً بمشاركة الكاميروني روجيه ميلا في سن 42 سنة و38 يوماً ليصبح أكبر لاعب يشارك في تاريخ المونديال. ولم يكتف ميلا بالمشاركة بل سجل هدفاً في المباراة ليحقق رقم قياسي آخر كأكبر لاعب يسجل هدفاً في تاريخ البطولة.
المباراة التي انتهت بفوز روسيا 6-1 شهدت أيضاً تسجيل الروسي أوليج سالينكو لخمسة أهداف بمفرده ليصبح اللاعب الوحيد في تاريخ كأس العالم الذي حقق هذا الإنجاز. سالينكو حصد لقب هداف البطولة (مشاركة مع البلغاري هريستو ستويشكوف بستة أهداف لكل منهما) ليصبح اللاعب الوحيد في التاريخ الذي فاز بالحذاء الذهبي كهداف لكأس العالم للكبار بعد أن حقق اللقب نفسه في كأس العالم للشباب (السعودية 1989). الطريف أن هذه الأهداف الستة هي كل ما سجله سالينكو في مسيرته الدولية مع المنتخب الروسي.
إسكوبار
ذهبت كولومبيا لكأس العالم بطموحات كبيرة خاصة بعد أن هزمت الأرجنتين 5-0 في ختام التصفيات. لكن الخسارة من رومانيا في المباراة الأولى ثم السقوط أمام الولايات المتحدة أطاح بالفريق خارج البطولة مبكراً.
الخسارة الثانية جاءت بفعل هدف ذاتي سجله أندريس إسكوبار في مرماه.
إسكوبار مات بعدها بفترة قصيرة، أحد الروايات تقول إنه سقط بسبب 6 رصاصات أردته قتيلاً في إحدى بارات مدينة ميديلين بسبب هذا الهدف في شباك بلاده.
عقدة نفسية
أثناء عودة منتخب هولندا إلى بلاده، قام أحد الصحفيين بالمزاح مع لاعب الفريق دينيس بيركامب بإدعاء أنه يحمل قنبلة معه على متن الطائرة. المزاح تزامن مع حدوث بعض الإضطرابات الجوية في الرحلة، ليصاب بيركامب بعدها بعقدة نفسية من الطائرات، التي لم يركبها مرة ثانية مطلقاً حتى الآن